نظرة فابتسامة,كلمة فموعد,عشق فجنون...
يعد الجنون سمة المحبين والعاشقين الاولى..فالحب يجعلك تنظر الى الحياة بطريقة مختلفة..نظرة قد تزيحك عن الواقع لتستقر بك في عالم من الخيال والاحلام الوردية..
فتخال الحياة كبستان مزهو بالالوان .. ليس فيه سواك والحبيب ...
هدا الحبيب الدي تعطي له الاولوية ..تمنحه مشاعرك بكل سخاء ..وتحس باليتم مات غاب عنك لوهلة..فتسعى للقائه دوما ولو تتطلب منك تقديم التضحيات والتنازلات..
تنساق وراء مشاعرك المفعمة بالحب والوله ..
تلتقيان خلسة عن العيون وتنسجان قصورا من الوهم باسم الحب الكبير بينكما فتتواعدان على ضرورة الوفاء والاخلاص لدلك..
تتوالى الايام والسنين وشيئا فشيئا تصحو من غيبوبتك الطويلة لتصطدم بجدار الواقع المر...الدي يوقظك بسؤاله المزعج:اين تراك كنت غائبا عني?
تتجاهل سؤاله تارة وتجيبه تارة اخرى بان كرهك له جعلك تهرب منه لتستقر في عالم الخيال ...
لكنه يؤكد لك بانك شئت او ابيت ..هربت او لم تهرب فستعود اليه لا محالة فهو جزء من حياتك ...لا بل هو كل حياتك.
تخبرك ان ما يقوله صحيح لكنك تتمنى ان تغيره ..فانت لا تطيقه
يسالك مجددا:ولما لا تحاول ان تغيرني ...???
تصرخ :حاولت بدل المرة مرات ...لكني لم افلح...
يباغتك بقوله:ادن فلترضى بي وتتعايش وفق ما اطلبه منك حتى لا اشقيك وازعجك..
تسارع بخطاك الى الحبيب لتخبره عما دار من حوار بينك وبين الواقع ...
فيحاول ثنيك عن ضرورة نسيان دلك الحوار وان الاحلام والخيال افظل سبيل لتتجاهل اسئلته المزعجة...
ياخدك مجددا الى قصر الوهم الدي نسجتهما سوية...لكن الحياة ماعادت تحلو لك فيه رغم حلوها وجنونها
ولدى مغادرتك لدلك القصر تتكرر حوراتك بالواقع ...لم يعد يجدي الحوار
فقد بدا الصراع بينه وبين خيالك...
تطالب الحبيب ان كان بمقدوره فك الصراع والصلح بين خيالكما والواقع...
يبدا حينها بالتهرب بدريعة عدم قدرته ..تشفق على ضعفه فتتناسى مجددا صراعك ...
لكن هيهات ...فانت اضعف بكثير من ان تتحمل ظغوطاته و جبروته على مخيلتك ...
تقترب المعركة بعدما استنفدت قواك ومقاومتك الكثيرة ...فلا يكون لك بد سوى الاستسلام واعلان الهزيمة...
تعلن راية تكتب فيها بحروف من دم نزف من قلبك :
اسف حبيبي لم يعد بمقدوري ان اقاوم..فشتان بين واقعنا وخيالنا.
لا يجد هو الاخر بدا من الاستسلام والاعتراف بالهزيمة المرة ...
فتفترقان في نهاية المطاف ...
لان الواقع مهما كان يظل الاقوى وهو الغالب في جميع الاحوال والخيال رغم حلوه ما هو الا فسحة نلجا اليه كلما ضاقت بنا الدروب و لولاه لما تمكنا من مواصلة العيش ...
واخيرا وليس اخرا نداء مني الى كل فتاة اقول:
رفقا... رفقا بقلبك المفعم بالمشاعر...
لا تنجرفي وراء خيالك باسم الحب الاعظم...
ادعوكي لمقارنة واقعك وواقع حبيبك باحلامكما قبل ان تتطور المشاعر بينكما الى ما لا تحمد عقباه
احمي نفسك من الصراع الدي سيؤدي بك الى الهزيمة والضعف الكبير ...
لا تغامري بقلبك و حصينيه ان شئت ...ففي الاخير ستتالمين وتبكين لوحدك ..
جميل ان نحب ونبني الاحلام لكن الاجمل من دلك ان تكون هناك ملامسة بين الحب والواقع...
بقلمي وشكرا......