وبما أن مرحلة الشباب تمثل بداية البلوغ الجنسي، ويصاحبها ضعف القدرة على ضبط النفس والتحكم بغرائزها صار الشباب من أكثر فئات المجتمع وقوعاً في الانحرافات الأخلاقية.
والمصلحون من المربين والقادة يتعاملون مع فئات غير معزولة عن المجتمع تتأثر بما فيه، ويصيبها ما يصيبه، ومن هنا بدأت المحاضن التربوية تعاني من المشكلات الأخلاقية وتنوعت صورها وأنموذجاتها.
وهذا يدعو إلى الاعتناء بهذه المشكلة الخطيرة آثار عـدة:
1- مخاطر الفساد الخلقي في الأوساط التربوية.
تتمثل أبرز المخاطر التي يمكن أن تنتج عن الفساد الخلقي في صفوف شباب المحاضن التربوية فيما يأتـي:
1-1: إنها تقود إلى الوقوع في الفواحش والكبائر فالصغائر تقود إلى الاستهانة بالمعصية، ثم الكبيرة وكلها وقوع في معصية تهاون بما هو دونها.
2- 1: إنها من أكثر أسباب الانحراف ؛ فغير قليل هم أولئك الذين تركوا طريق الصلاح والتقوى استجابة لهذه الغريزة والشهوة.
3- 1 : إنها مدعاة لقسوة القلب والبعد عن الله تعالى، وهذا بدوره يؤدي إلى آثار أخرى في سلوك الشاب وطاعته .
4- 1: إنها تجعل الشاب يعيش دوامة من المشكلات، فكثير من الشباب أشغلهم وقوعهم في هذه الشهوات فصاروا يفكرون في الخلاص منها، فانصرفوا عن سائر مصالحهم الدينية والدنيوية .
5- 1: إنها تعطي قدوة سيئة وصورة سلبية لهذه المحاضن التربويـة، ولا عجب أن نرى من الشباب من يبتعد عنها وينفر منها نتيجة بعض ما يراه من مخالفات.
كما أن هناك من يجعل من وقوعها وسيلة للطعن في هذه الأعمال والقائمين عليها.
ومهما رأينا من مشكلات فهي تبقى محدودة وخطورتها في عظم شأنها أكثر من انتشارها، ولا يسوغ أن يدفعنا شعورنا بخطر المشكلة إلى المبالغة في الحديث عن حجمها، كما أن مطالبتنا بإعطائها حجمها الطبيعي لا ينبغي أن يدفعنا إلى التهوين من خطورتها.
????: منتدى الساحة الكشفية http://www.scoutsarena.com/muntada/showthread.php?t=294
2- كيف نتخلص من المشكلات الأخلاقية:يتمثل العمل في مواجهة هذه المشكلات في مسارين:
1-2 المسار الأول. الوقايـة:
وذلك بحماية الأشخاص والبيئة التربوية من الوقوع فيها، وتتمثل أبرز وسائل الوقاية فيما يلي:
1-1-2 تربية الإيمان والتقوى:
الإيمان هو الذي يحول بين الشخص وبين الوقوع فيما حرم الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) .
والإيمان والتقوى له أثره في كف النفس عن الوقوع في الحرام ابتداءاً {و أزلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب } كما أن له أثره في الإفاقة بعد الكبوة والتوبة بعد المعصية (( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )) والإيمان والتقوى المقصود هو ما يستقر في القلب ويترك أثره على صاحبه، وليس المقصود به هو طول السجود والركوع وكثرة التنفل .
2-1-2 التربية على الورع والبعد عن مواطن الفتنة:
تتسم هذه الشهوة بقوة تأثيرها على الشاب، وعظم ضغطها عليه، ومن ثم فهو بحاجة إلى حاجز يحميه، إلى حاجز بين الحلال والحرام يقيه الوقوع في الحرام .
والذين يتورعون عن الشبهات ويبتعدون عن الحمى هم أكثر الناس تورعاً عن الحرام المحض وبعداً عنه.
3-2-1 سد الذرائع وإغلاق باب الفتنة:
لابد من الاعتناء بهذا الجانب بتربية الشباب عليه، والبعد بالمحاضن التربوية عن الوقوع في الذرائع التي يمكن أن تقود إلى الفواحش ومقدماتها.
ومن ذلك ضبط ما يجري من المزاح بين الشباب وخاصة ما يكون بالأبدان كالمصارعة والسباحة.
4-1-2 الاعتدال بين الثقة وسد الذرائع :
فلا ينبغي أن يؤدي حرص القائد على سد الذرائع إلى غياب الثقة وإلى الشك والاتهام.
كما لا يسوغ التهاون بسد الذرائع بحجة الثقة والبعد عن اتهام الناس .
5-1-2 الاعتناء بتقوية الإرادة:
كثير من الذين يقعون في المعصية يدركون قبحها وشناعتها،لكنهم يقعون فيها نتيجة ضعف إيمان، أو نتيجة فشلهم في منع أنفسهم عنها.
ومن ثم فالشاب بحاجة إلى أن تغرس لديه قوة الإرادة والعزيمة حتى يستطيع السيطرة على نفسه وضبط تصرفاته.
6-1-2 غرس الاهتمامات الجادة:
إن غرس الاهتمامات الجادة لدى الشاب أثره في إشغال تفكيره بها، وفي إشغال وقته ونشاطه، فهو حين يجد وقت فراغ سيصرفه هذه الأنشطة وهي تستهوي نفسه وتفرغ طاقته، كما أنها تعلي همته وتسمو بها.
وهي أيضاً تجعله يميل مجالسة من يشاركونه هذه الاهتمامات. والعكس حين تسيطر عليه الاهتمامات التافهة وينشغل بها.
7-1-2 إشغال الفراغ:
الفراغ يدعو الشاب إلى التفكير في الشهوة، ويدعوه إلى التطلع والفضول في مواقع الإنترنت أو القنوات أو المجلات أو الذهاب إلى السواق والأماكن العامة التي تنتشر فيها المنكرات لذا كان إشغال الوقت فراغه يسهم في حمايته من الوقوع في الشهوة المحرمة وحمايته منها.
ومن أهم ما يعين على ذلك تعويده على الأنشطة التي يقضي فيها الفراغ ومن أبرزها القراءة والإطلاع، وكذا تكوين الاهتمامات الجادة لديه.
????: منتدى الساحة الكشفية http://www.scoutsarena.com/muntada/showthread.php?t=294
2-2 المسار الثاني العلاج بعد الوقوع في المشكلة:
حين يقع أحد الشباب في مشكلة خلقية لابد من الاعتناء بعلاجها ومواجهة آثارها، ومما ينبغي مراعاته في العلاج ما يأتـي:
1-2-2 المبادرة.
تزداد هذه المشكلات تعقيداً مع مرور الوقت، ومن ثم فالمبادرة في علاجه ضرورية حتى لا تطول وتستفحل، فطولها يؤدي إلى تأصيلها لدى الشخص، وضعف استقباحه لها وشعوره بالإحباط في الخلاص منها، كما أن ذك يؤدي إلى اتساع دائرة انتشارها بين أفراد المجموعة.
2-2-2 التأني والتروي.
ومع المبادرة لابد من التأني والتروي في التعامل معها، والتأني المطلوب ليس هو الذي يضيع الوقت ويؤخره، إنما يحسب الحساب لكل خطوة ولا يستعجل النتائج .
إن اكتشاف القائد للمشكلة كثيراً ما يولد لديه صدمة، وقد تؤدي هذه الصدمة إلى فقدان التوازن في التعامل مع الموضوع ، فتأخذ العاطفة أكثر من حجمها الطبيعي.
وقد يتخذ قرارات متسرعة استجابة للضغط النفسي الذي تولد لديه.
إن حالة الاضطراب والقلق تؤثر على تفكير الإنسان وتعوقه عن الوصول إلى ما يمكن أن يصل إليه في حال الاستقرار والاطمئنان.
3-2-2 التفريق بين أنواع المشكلات.
لا يسوغ أن تدرج المشكلات الأخلاقية في إطار واحد ، بل ينبغي أن يتعامل مع كل حالة بما يتناسب معها، ومن الأمور التي تختلف المشكلات على أساسها :
أ- تأصل المشكلة لدى الشاب وتأريخها، فالمشكلة المتأصلة التي لها جذور طويلة ليست كالمشكلة الطارئة، فالأولى تحتاج جهداً أكبر ووقتاً أطول في علاجها.
ب - الحياء والجرأة لها اعتبار وأثر، ففرق بين من يتجرأ على الحديث وإبداء الرغبة مع الآخرين، وبين من تبدو منه هفوات يستنبطها الآخرين منه استنباطاً.
ج- القصد والمصادقة ، ففرق بين من يثيره موقف فيقع في الزلة ، وبين من يخطط ويرتب الأمور.
د - الانتشار والمحدودية ، فما ينتشر في المجموعة ويتداول بينها يحتاج إلى حزم أكثر مما يصير بين اثنين من أفرادها.
????: منتدى الساحة الكشفية http://www.scoutsarena.com/muntada/showthread.php?t=294
4-2-2 التدرج في المعالجة .
يحتاج القائد في التعامل مع هذه المشكلات إلى التدرج في الخطوات .
الخطوة الأولى : العلاج غير المباشر:
وهو الذي يعنى بالتركيز على تقوية الإيمان والتقوى في نفس الشاب، دون التصريح أو التلميح بالمشكلة، ولاشك أن الإيمان سيدعوه إلى مفارقة المشكلة والتوبة والإقلاع، ومتى ما أمكن هذا الأسلوب فلا يعدل عنه إلى ما بعده فهو أنجع في العلاج، وأقل في العواقب.
الخطوة الثانية: الحديث والتوجيه العام للمجموعة :
من خلال الحديث عن شؤم المعاصي وأثرها، أو عن الفواحش ومخاطرها، ولابد من التركيز على استثارة الإيمان والتأثر القلبي ههنا.
الخطوة الثالثة: التصريح و المناصحة المباشرة للمعني:
وهذا ينبغي أن لا يلجأ إليه إلا حين لا يجدي غيره فقد يترتب عليه اضطرار الشخص لترك الصالحين، وهذا يقوده إلى ما هو أكبر، أو يترتب عليه العيش بنفسية متوترة بينه وبين القائد فسوف يفسر كل ما يسمعه فيما بعد من قائده على أنه يقصده.
والغالبة أن الشاب لا ينسى ذلك ولو طال الوقت وكثيراً ما يفترض أنه إلى الآن محل تهمة.
لكن حين لا ينفع سواه فهو أولى من ترك الشاب يستمرئ طريق الفساد والمعصية.
وحين يناصح فلابد من التوازن بين المبالغة في تعظيم الذنب التي تؤدي إلى اليأس، أو المبالغة في الرجاء الذي يؤدي إلى الاستهانة بالذنب واحتقاره.
5-2-2 مراعاة الضوابط الشرعية:
نظراً لخطورة الفاحشة وما يتعلق بها فقد أحاطها الشرع بسياج منيع،يحول دون انتشارها في المجتمع ورواجها فيه، لذا كان الحد فيها لا يثبت إلا بأربعة شهود بخلاف سائر الحدود.
ومن ثم فعلى القادة مراعاة الضوابط في التعامل مع مثل هذه الظواهر ومن ذلك :
1-5-2 ترك التوسع في متابعة تفاصيل الموضوعات والتعامل مع ما يظهر ويبدو منها، إلا ما يترتب عليه مصلحة راجحة.
ومن الممارسات الشائعة سعي القائد لاستنطاق الشاب بصورة أو أخرى ليحدثه عما يقع فيه من معاصٍ، ومن لك العادة السرية على سبيل المثال، وهذا خلاف المنهج الشرعي والتربية النبوية( يراجع مقال افتقار العمل التربوي للضوابط الشرعية)