RADOUANE زعيم المنتدي
تاريخ التسجيل : 17/08/2008 عدد المساهمات : 3373 السٌّمعَة : 16 نقاط تميز : 174 مزاج العضو : المهنة أو العمل : الهواية : أوسمة الفرسان : أوسمة الإداريين : التميز الإداري : مشرفة مميزة : مشرف مميز : أوسمة العضوات المميزات : وسام العضو المميز :
| موضوع: بين الألم والأمل الإثنين فبراير 23, 2009 7:02 pm | |
| بين الألم والأمل
كثيرة هي محن الحياة وهمومها، وطالما نحيا في الدنيا فلا مناص منها، لكن حين يكون رب الأسرة: رمز الدفء والحنان والرعاية، أساس المحنة، فان الأمر يستدعي أكثر من وقفة. قصتنا اليوم هي معاناة باتت تعيشها كثير من الأسر " المسلمة" اليوم. قصة فتاة يتشرف أي أب أن تكون ابنته، لكن من وهبه الله تعالى هذه النعمة دون تعب منه، غافل عنها.وقصة أم فاضلة جار عليها أقرب الأقربين إليها .
تفجرت القضية في مؤسستنا التعليمية ، حين قدمت ذات يوم أمل إلى المدرسة دون محفظة ، وهي التلميذة المجدة المواظبة ، وبعد التقصي والبحث كانت المفاجأة : لقد قام " الأب " بطرد ها هي ووالدتها من المنزل في منتصف الليل ،ورفض إعطاءهم الملابس والكتب المدرسية ، فتدخل الجيران الذين استضافوا الزوجة المسكينة والطفلة البئيسة تلك الليلة .
استدعت الإدارة المرأة ، وكانت المفاجأة حين رأيتها : امرأة ملتزمة ترتدي خمارها الشرعي ، قد بدت علامات الشحوب والاصفرار على وجهها الجميل ،وحين سألناها عن سبب هذا التصرف الأهوج من الزوج ، ردت وعلامات الأسى بادية على وجهها بأن زوجها رجل سكير ، أدمن شرب الخمر منذ سنين ، وهو عاطل عن العمل ،فكانت تضطر -وهي الحاصلة على شهادة الباكلوريا -إلى العمل كخادمة في البيوت ، وما تأتي به من رزق يأخذه منها عنوة . وإن لم يجد عندها مالا، يأخذ أي أثاث في المنزل ليبيعه..همه الأوحد : إشباع رغباته وتلبية نداء شهواته ولو على حساب أسرته.
فأين الرجولة ؟ وأين القوامة ؟ ولماذا نعيب على أبائنا سوء خلقهم إذا كان أرباب البيوت على هذه الشاكلة ؟ قديما قيل : إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.
فما لهذا البيت لم يرقص ؟ مع أن صاحبه أعياه التطبيل ؟
المهم أن الزوجة حاولت طلبت مساعدة من أسرة المدرسة، حيث تطوع أحد الأساتذة واتصل بإحدى الجمعيات الحقوقية النسائية، وتم انتداب محام لرفع دعوى الطلاق.وتكفل مجموعة من الخيرين في المؤسسة بمساعدتها ماديا.
وفي أثناء ذلك حاولت هذه الزهرة الندية "أمل " الحصول على محفظتها ، لكن الأب كان يهددها بالقتل إن تجرأت على الإقتراب من المنزل ..بل وسيكتب بدمها الشريف على الجدران . وما أعجبها وهي تحكي لنا حكايتها: صامدة لم تهتز أو تضعف .. متفائلة لأنها تعلم أن بعد العسر يسرا .. محبة لوالدها رغم ظلمه وجبروته . كانت ترى أن أملها الوحيد في تفوقها في دراستها ، لهذا آلت على نفسها أن لاتبكي ولا تيأس ، فكم ذاقت الويلات داخل ذلك البيت ،والحمد لله أنها خرجت منه. بعد أيام تم رفع دعوى التطليق للضرر ، لكن ظل مشكل السكن يقض مضجع الأم وبنتها ، صحيح أن إحدى صديقاتها استضافتهما بكل حب وترحاب ، لكن نفسها العفيفة التي تعودت العطاء ونبذت الخنوع والخمول منذ زمن ، أبت أن تظل عالة على غيرها ، فحاولت بشتى الطرق كراء ولو غرفة صغيرة تضمها وصغيرتها ، وكان لها ما تمنت ، ولحسن الحظ الغرفة تقع بجوار المدرسة .. أخيرا ستنام بهدوء دون صراخ أو خوف أو تهديد أخيرا سترتاح من الجلوس أمام مقرات الشرطة حين كان يطردها وصغيرتها ليلا دون حياء . أخيرا ستولي ظهرها للسنين التي أنهكتها وحملتها فوق طاقتها هي لا تعرف مستقبلها ، لكنها تمني النفس وهي المؤمنة بأن الله تعالى حق وعدل ، سيجعل العاقبة لها جزاء صبرها وتحملها .
وبمرور الأيام بدأت تتكشف بعض خيوط هذه القصة المؤلمة ، فالأم كانت تعيش في رفاهية في صغرها ، وكانت وحيدة أمها كذلك ، كل طلباتها كانت مجابة ، لم تذق طعم الحرمان والقسوة من قبل ، وحين بلغت مبلغ الزواج ، تزوجت من ابن خالتها ، حيث كانوا جميعا يقطنون في بيت عائلي كبير ..وعاشت فترة من الود والوئام ، وأنجبت هذه الطفلة ، لكن بمجرد وفاة الأم تم تطليق البنت من ابن خالتها وطردت المسكينة من بيت عائلتها ..وكأن القدر كتب عليها الطرد من البيوت منذ أمد.. وحين علم أهل الحي بنبأ طردها تطوع أحد رجالاته للزواج منها وإنقاذها مما هي فيه .. فالأب بدأ حياته مع المسكينة بالشهامة وختمها بالنذالة ..شتان بين الموقفين ؟؟؟؟
وجاء العيد ،وكانت في حرج شديد.. أنى لها أن تشتري الأضحية وهي وحيدة لا أب ولا أم ولا أهل..لكن هناك الله ..دائما كانت تطرق بابه في السراء والضراء وكما يسر لها ما مضى، كذلك سيحسن فيما بقي. وما خاب ظنها ..فأهل الفضل تولوا أمر شراء أضحية العيد، لكن الفتاة كانت حزينة..أشفقت على والدها لأنه لم يشتر بعد أضحيته ، وكانت تتابع أخباره ..وكم فرحت حين علمت أنه لم يبخل على نفسه واشترى الأضحية. رغم قسوته عليها منذ نعومة أظافرها ، لم تقو على جحوده ، كيف ذلك وهي الفتاة المتدينة الملتزمة ، تعلم أن بر والدها جزء من إيمانها بربها . وعادت الأم من جديد للخدمة في البيوت، وواصلت أمل دراستها وكلها أمل في غد أفضل، يعوضها قسوة الحرمان، وظلم ذوي القربى .
| |
|
tecktonik شخصية هامة في المنتدي
تاريخ التسجيل : 23/10/2008 العمر : 31 عدد المساهمات : 891 السٌّمعَة : 13 نقاط تميز : 826 مزاج العضو : المهنة أو العمل : الهواية : أوسمة الفرسان : أوسمة الإداريين : العمل/الترفيه : programation avec C et C++ et HTML et Css التميز الإداري : مشرفة مميزة : المزاج : Only God Can Djuge Me مشرف مميز : أوسمة العضوات المميزات : وسام العضو المميز :
| موضوع: رد: بين الألم والأمل الإثنين أبريل 20, 2009 7:36 pm | |
| merci encore | |
|
asma souma عضو محترف
تاريخ التسجيل : 17/10/2008 العمر : 32 عدد المساهمات : 261 السٌّمعَة : 2 نقاط تميز : 307 مزاج العضو : المهنة أو العمل : الهواية : أوسمة الفرسان : أوسمة الإداريين : العمل/الترفيه : étudiante en 2 ème année médecine التميز الإداري : مشرفة مميزة : المزاج : ToooooooooooooP مشرف مميز : أوسمة العضوات المميزات : وسام العضو المميز :
| موضوع: رد: بين الألم والأمل الأحد يوليو 05, 2009 10:09 pm | |
| | |
|