كيف كنا...و كيف اصبحنا...وا حسرتاه...اين نحن!?

في العصر العباسي يوم كانت لنا عزة وكرامة، لماّ صاحت امرأة مسلمة أسرها الروم في عهد الخليفة المعتصم بالله ومعتصماه، لم يكن من الخليفة إلا أن اتخذ قرارا حاسما، فاستنفر الجيش و أرسل خطاب تهديد إلى هرقل ملك الروم، الذي ما كاد يقع الخطاب في يده حتى ارتعدت فرائسه،فأفرج عن المرأة و أطلق سراحها،و هو يقدم اشد اعتذاراته إلى خليفة المسلمين.
و لكن اليوم آلاف بل ملايين من نساء المسلمين في فلسطين و البوسنة و الهرسك و لبنان ...وهن يهتفن و ينادين بأعلى أصواتهن يا مسلمين، يا عرب أنقذونا، انجدونا من قبضة اليهود و الشيوعيين...تبقر بطونهم، و تفعل فيهن الفواحش أمام أعين أزواجهن و آبائهن و إخوانهن، و لكن المسلمين لا حياة لمن تنادي .
يا مسلمي اليوم،يا عرب أين شهامتكم? أين عزتكم?أين انتم من مقولة ملك الصين? "ما لي بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها "ألا يوجد فيكم اليوم المعتصم بالله أو صلاح الدين الأيوبي،أو خالد بن الوليد... فلسطين منذ بداية القرن التاسع عشر و هي تعاني و أبناؤها يسقطون كل يوم شهداء دفاعا عن حرمة المسلمين و العرب، ولا احد من المسلمين و العرب يحرك ساكنا في وجه المستدمر اليهودي الغاشم و حلفائه من الغرب العملاء.أنسيتم اليوم الذي كنا فيه سادة?لماذا أصبحنا عبيدا? أنسيتم يوم كانت فيه الجزائر سيدة البحر الأبيض المتوسط?أنسيتم اليوم الذي كانت فيه أمريكا ضعيفة تدفع الإتاوات للجزائر مقابل السماح لها بعبور هذا البحر?أنسيتم الازدهار العلمي الذي كان للمسلمين في الأندلس و تركيا و بغداد?أين هي اليوم الأندلس و تركيا، بل أين هي بغداد و العرب جميعا و المسلمون!? لماذا الغرب يلجا إلى القوة،ونحن نجنح إلى السلم و أحيانا إلى الاستسلام?فمتى نستيقظ من سباتنا لنقول للعالم :
كنا خير امة أخرجت للناس . و لازالت كذلك.