الفشل والشمعة

بسم الله الرحمن الرحيم



من فضل الله و نعمته أنني و في جميع سنواتي الدراسية لم أرسب مرة واحدة

طبعا شاهدت الكثيرين ممن رسبوا أو انكسروا بمادة أو أكثر .. و كنت أتفاجأ دائما بنفس الكلمات

" الله يلعنون .. ضربونا بالإنكليزي "

" يا زلمي هالأستاذ متحطط عليي "

" يا رجل من وين ناكشين المسألة الرابعة .. اي و الله من برات الكتاب "

و مثيلاتها كثيرة

كنت أستغرب ما أسمع كوني كنت معهم بنفس الخندق و نفس الإمتحان و نفس الأوراق .. بل حتى نفس نوع الأقلام

دخلت القاعة لإمتحان الإنكليزي .. و لم يضربني أحد .. أجبت عن الأسئلة .. أصبت في معظمها .. و أخطأت في بعضها

و لدى عودتي للبيت تأكدت من إجاباتي لأجد نفسي مخطئا و اعترفت بذلك .. و الخطأ جاء من قلة تركيز أو نسيان أو إهمال

..........................................

طالب معنا كان قريبا للأستاذ .. و الأستاذ كان يتساهل معه كثيرا و نعرف كلنا ذلك ..
و لكن في نهاية الأمر لم يستطع ذلك الطالب أن يتفوق على من جد و اجتهد

و كانت المحصلة نجاحي و رسوبه

مع العلم أنني و في بداية العام الدراسي و لفصل كامل كنت أشد ما يكون من الإهمال
حتى دق جرس الإنذار لدي في امتحانات الفصل الأول

مسائل الرياضيات كلها كانت من صلب الكتاب .. قد تتغير الصيغة ..
و لكنني منذ بداية العام الدراسي راجعت جميع القوانين و حفظتها استعدادا لأي طارئ

قال لي صديقي " الراسب "

هذه المسألة غير موجودة في الكتاب .. هم أدخلوها حديثا

أجبته لا يا صديقي .. بل هي موجودة .. و هذه النظرية تشرح ذلك

أشاح بوجهه و قال هذه لا تفسر تلك

قلت له تمعن جيدا و اقرأ .. رفض و قال سأقدم اعتراضا

طبعا بالنهاية اعتراضه رفض كون النظرية واضحة و المسألة التي اعترض عليها خاضعة لتلك النظرية

// سيهاجمني الكثيرين متحججين بأن لا علاقة لما قلت بما أقصد .. و الكل فهم ما أقصد طبعا //

طبعا لا مقارنة بين نظرية جبر وضعها عالم تعب و سهر و أثبت صحة نظريته
و بين قانون لعبة وضعها أشخاص لا أدري مدى تعبهم بصياغتها

ليس المقصد هنا صحة النظرية أو عدمه .. المنشود هو وجودها و و تاريخ وضعها

من لم يراجع منهاجه قبل بداية الإمتحان سيصل بالنتيجة إلى فشل ذريع
و سيفاجأ بمسألة كما تفاجأ صاحبي الذي لم يكلف نفسه عناء قراءة النظرية قبل المعترك

//// ليس عيبا أن تخطئ :///..
/////و لكن العيب المعيب أن تصر على خطأك ////
..///// لا بل أن تتمادى باتهام الناس زورا و بهتانا و بلا أي دليل ملموس /////

لو صحت نظريتك لكان صاحبي اليوم يصف نفسه بالدكتور غير المتوج .. و لكن لن يصح إلا الصحيح

و صاحبي لو أنه مقتنع حقا بكلامه لما عاد في السنة التي تلت و قدم الإختبار ..
و لكن هذه المرة نجح

و بعد نجاحه أسر لي قائلا

" بتعرف .. السنة الماضية أنا كنت غلطان .. أنا قصرت كتير .. حتى الوضع عنا بالبيت ما كان خرج دراسة .. مشاكل بين أهلي شوشت تفكيري "

نجح لأنه قرأ النظرية جيدا و أعد لها و درس كل احتمالات مسائلها و تعب و سهر

الفشل ليس عيبا .. بل العيب هو محاولة تبرير الفشل

//// لن تنجح طالما أنك مؤمن بأن الأستاذ " متحطط عليك "
و أن الإمتحان من خارج المقرر و أنهم يريدون أن " يضربوك بالمادة " ////

.... لنتأكد من نوع الشماعات التي ترموا عليها الفشل ... ...

مع تمنياتي للجميع بالنجاح



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته