لماذا نسيء بالآخرين الظن !!

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) سورة ق: 18
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب)
إخواني أخواتي ...الأفاضل
صباحكم وردة متبسمةٌ... ومساؤكم همسة
تُحرر قلوبكم من نقاط السواد
وبين صباحكم ومسائكم يوم مشرق.. وليل مورق..
تحية معطرة بالورد والياسمين لجميع أعضاء المنتدى الكرام...وبعد:
نشهد في زمننا هذا الكثير من المتغيرات و المستجدات
فنشاهد قلوب ملئيه بالكراهية
مقصدها التعكير والتكدير
وهمها توجيه سهامها إلى قلوب... فتجرحها... وتؤلمها
نجد تلك القلوب همها التدنيس
والتنوع والتفنن في تعكير صفاء القلوب
والتفريق بين الناس وتضخم صغائر الأمور
قلوب مسكونة بالريبة والشك ...
قلوب مطوية على الكراهية والبغضاء ...
إن صفاء القلوب من صفات المؤمنين الأتقياء الأخيار
إن بصفاء القلوب تهدأ النفوس
إن بصفاء القلوب تسمو المشاعر
إن بصفاء القلوب تتقارب القلوب
إن بصفاء القلوب يزول الظلام والشك والخلاف
إن صفاء القلوب صفحة إذا شاعت بين الناس أراحتهم
من إضاعة أوقاتهم
في السب والشتم والكيد والمكر والقيل والقال
صفاء القلوب صفة عظيمة تستحق منا الاهتمام بغرسها
في قلوبنا وقلوب أهلنا صغاراً وكباراً
حتى ننعم بطعم الحياة
و نعيش أنقيا مثل حبات المطر بقلوب صافيه ونقية
فاللهم طهر قلوبنا من الحسد والغل والنفاق وأعمالنا من الرياء
وأعيننا من الخيـــانة وألسنتنا من الكذب وقول الزور
إخواني أخواتي ...الأفاضل
نقف اليوم مع بداية عام جديد نحاسب فيه أنفسنا فلنقف وقفه نجعلها الأخيرة لبداية صفحة بيضاء ، في هذا المنتدى الذي يعتبر نعمة من نعم الله علينا فله الحمد والشكر والثناء الحسن
كما ينبغي لجلال وجهه.
قال قتادة:" الإسلام ألفة و اجتماع الكلمة،أما و الله الذي لا إله إلا هو إن الألفة لرحمة و إن الفرقة لعذاب"
همسه لمن في قلبه ذرة إيمان :
وما من كاتب إلا ويفنى***وي بقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيمينك غير ***ما سرك في القيامة إن تراه
إخواني أخواتي ...الأفاضل
قال ابن تيمية: إن بعض الناس لا تراه إلا منتقداً دائماً، ينسى حسنات الطوائف والأجناس، ويذكر مثالبهم، مثل الذباب يترك موضوع البرء والسلامة، ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس، وفساد المزاج.
إخواني أخواتي ...الأفاضل
نحن نجتمع هنا لكي نتبادل الأفكار الجيدة ونتحاور الحوار الهادف وعدم الإساءة أو التشهير بالأسماء لأن في ذلك خلط الحق بالباطل وإشاعة للافتراءات التي تسيء بالآخرين فتزيد من الشحناء و الحقد والبغضاء في النفوس فتزيد من الفرقة والتشتت بدل من وحدة الصف .
فلماذا لا نحب لأنفسنا ما نحبه للغير، وأين نحن من هذا الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
فلماذا نسيء بالآخرين الظن !!
أين نحن من حسن الخلق وأدب التعامل وسمو النفس
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنونَ إِخْوَةٌ).
قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ:" ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم وفي الشورى اجتماع الكلمة و التحاب و التعاضد على الخير"
فلنعود وما فات مات ونعلن التفاف القلوب وصفائها.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم لقائك
واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك.