دايتون .. وسر ابتسامة الطفل
لازلت لا أعرف سر تلك الابتسامة التي ترتسم على وجه ذلك الطفل كلما فتحت نشيدا في جوالي
يقول مطلعه: " قسما لن يرهبنا دايتون "
فأرى بعيدها ابتسامة عريضة ممزوجة بمشاعر السرور
ومنذ ذلك اليوم لم تبرح الابتسامة وجهه كلما سمع هذه الجملة
بل ويأبى إلا أن يسمع النشيد كاملا
رغم أنه يحب غيره إلا أنه يكتفي مع الغير بالسماع
أما هذا النشيد فيأبى إلا أن يمسك الجوال بيده .. ويعيد تكرار النشيد كلما توقف
إذ أنه أتقن هذا الفن بتقليده لي وهو دون العام والنصف
فحفظ مكان الزر الذي يكرر النشيد ليعيد الطرب لأذنيه بإعادة الجملة المحببة إليه : " قسما لن يرهبنا دايوتن "
حتى بات تشغيل هذا النشيد من الجوال مشكلة بالنسبة لي
لأنه يعني أن أتخلى عن الجوال ليصبح ملك يدي هذا الطفل إلى أن يحنو علي ويعيده لي
" قسما لن يرهبنا دايتون "
ورغم أنه لا يعرف من هو دايتون
لازلت كلما أشغلها أرى الابتسامة العريضة على وجهه ويده الممدودة لتأخذ الجوال وتطرب الأذن بالسماع
وحين رأيت هذه الخاصية مقصورة على هذا النشيد زاد عجبي
ولما رأيت أن الابتسامة لم تبهت رغم زيادة عدد مرات سماعه لها زاد عجبي أكثر
إذ أن المعروف والمعقول أن المرء يمل من مادة معينة أو ربما يقل اهتمامه بها مع مرور الزمن أو تكرار السماع
ولما تذكرت حال أهل الضفة علمت أن هذه الجملة لا يُمل سماعها
وقلت لعل ابن العام والنصف لا يملك لأهل الضفة شيئا سوى أن يبتسم حين يتردد في أذنه شعار المجاهدين للدفاع عنها وعن ديار الإسلام
وهو الذي لا يقوى على ورقة ولا على قلم ويتلعثم في كلامه
فلما كثرت ابتساماته حين تردد الشعار أثار عجبي فكتبت عما أصابني من عجب
ولعل حال الضفة وأهلها أكبر من أن يسطر في أوراق بحبر أقلام فهي لا تسعه
وتقف عاجزة أمام وصفه
إن لم يجف القلم فستنفد الأوراق من جعبة الكاتب وهو لايزال يصف الحال
وحين أطلقت فرقة الوعد العنان لحناجرها فأنشدت للضفة
كان ذاك قطرة مقابل بحر عطاء الضفة الغربية وأهلها الميامين
فعلكم يا أهل الضفة منا السلام